Saturday, March 24, 2007

هيك أنا بدي

بدي بيوتي القديمة
بدي حاراتي ودكاكيني العتيقة
بدي بياع البالونات والختيار قاعد على باب الدكان
بدي ياسمين وبحرة وأرض ديار، وصبحية نسوان
بدي ريحة الآراكيل والمعسّل والقهوة المغلية
بدي نتمشى بلما اسمع ولا زمور سيارة، وطابات الولاد تعلق بين إجري
بدي يتركو الشام تبعي بحالها، وإن داقت عليهون… ينقلعوا
يلي بدو متل ما بدي يفوت
لهون

Thursday, March 22, 2007

قادمة

أين أنتي من المشروع الذي تعدينه للتخرج؟. أو ما أسميه الميموار
ذلك هو السؤال الاعتيادي والأول والأبرز، الذي يمكن طرحه عليّ هذه الأيام
يا لطيف!.. ذكرتوني. المشروع، بات كابوس يقض عليّ مضجعي، ويلاحقني أينما ذهبت.. حتى أنه بين الفينة والأخرى يفاجئني في المنام، الأستاذ المسؤول عن مشروعي مؤنباً وناهراً، فيما أنا انتحب أمامه مقرة بذنبي وواعدة بيقظة قادمة، من سبات تقاعسي هذا. والأطرف أن شقيقتي تبادرني بالسؤال صباحاً عن سبب صراخي ليلاً!!.. في مطلق الأحوال لقد اعتادت أنيني الليلي حتى كفت عن السؤال في نهاية الأمر.. كم هذا مضحك!.. في الواقع مضحك مبكي
أبحاث تتكدس فوق أبحاث، نظريات، قراءات وكتابات، وبعد كل ذلك.. اكتشف أنني لم أنجز الربع بعد!. كفى!… لا أريد لأحد أن يتلفظ بالكلمة الجهنيمة بعد اليوم. وسامحني يا أستاذي الطيب!. أعرف أنك اشتقت إلي، “صدقني وأنا كمان”. ولكن كيف لي أن أزورك وأنا لست محملة بأوراقي، وآرآي الخاصة…. بإنتظار صحوة جديدة، وإرادة أقوى. أطمئن، فإنني قادمة

Tuesday, March 20, 2007

الحارة الشامية

نسجاً على منوال قباني الذي “اتحفنا” بالزغاليط الشامية، أورد أنا هنا مجموعة من التعابير المتنوعة والألفاظ المتعددة من الحارة الشامية خالطة الحابل بالنابل… منها تردد على مسامعنا وعرفنا معانيها، ومن الممكن أننا ما زلنا نستخدمها، ومنها ما قل تداولها والتي ممكن أن نسمعها عن طريق الصدفة من رجل متقدم في السن، أو من أمرأة خط الدهر على وجهها آثار السنين
تشكل آسي: تعبير يفيد شدة حب متلقي الكلام
والسبع تنعام: لنا الشرف
أيدي بزنارك: طلب شيء برجاء شديد
عقلو جوزتين بخرج: شخص ضيق الأفق
حاج تحوص وتلوص: توقف عن التنقل من مكان لمكان
شروي غروي: الذي يتكلم كلاماً بلا معنى
أسييع: أفسح المجال لكي أمر
خود عليك: ابتعد قليلاً
كلبشتو: تعلقت به، تمسكت به
مجنط: مفلس
سرنوة: خبيثة تخفي خبثها بذكاء
الشنتير: الكبير الذي لم يعد طفلاً
الشاضومة: أمرأة قوية وثرثارة
أم كمونة: البخيلة
جئر: وقح وعنيد
النايط: الإنسان البارد والبطيء
سمّاوية: المرأة القوية واللئيمة
مدهرنة: فتاة في مقتبل العمر ولكن تتصرف وتتكلم ككبار السن
الواه الواه: مصطلح تستخدمه النساء للاستهزاء على شيء ما
لأ يوه: للتعجب
صعي: على فكرة أو للتعجب
ليكو، ليكا، ليكوكة: أسماء الإشارة
شحو، شحوكة: أسماء إشارة
وين غاطط: تقال لشخص لم نره من مدة
Samالصورة مأخودة من عند*
تذكرت، كل عيد أم وأنتم بخير، عندي اليوم نزلة “شوبينغ” طويلة**

Sunday, March 18, 2007

يا ريت الأرض تنشأ

في بعض الناس بتنجح بإحراج نفسك أمامون، بكل لقاء، ومهما مر عليكما الزمن، محكوم أنت بالإحراج
ما بذكر التاريخ بالضبط، ولكن على الأغلب كنت أنا على أبواب المراهقة.. وكان هو وسيماً (هذا التفصيل أذكره بالطبع). يتصل بي بقرابة بعيدة، ويكبرني بست سنوات، من دون أن نذكره أنه كان يعتبرني على الأرجح ما زلت طفلة. وطبعاً لن أذكر الطريقة التي “أبدعت” من خلالها في إحراج نفسي… شو جنيت لأذكرا !. بس كانت من اللحظات يلي بتتمنون فيها لو تنشق الأرض وتبلعكون!.. وأنا متأكدة أنه كل واحد منكم حس بهيك شعور ولو مرة بحياته.. المهم، نتيجة ظروف معينة، انقطعت عن رؤيته حوالي خمس سنوات، أظنها فترة كافية لمحو آثار الجريمة السابقة. لا؟
المهم… من مدة، التقيت به مجدداً في إحدى المناسبات العائلية، والحق يقال، لم تزده السنوات إلا وسامة *تنهيدة* .. اقترب من بعيد وابتسم ابتسامة تفضح المستور ” تذكرتك!” حتى السنوات الخمس لم تنجح ما يجدر بها محوه! لكن عندما تواجهنا أخيراً، لم ينطق إلا كلمة واحدة “متغيرة”… (في هذا السياق، ألا يضحككن كيف يلجأ الشباب إلى “متغيرة” حين يكون قصدهم “حليانة”). المهم.. حصل ما حصل وانتهى بنا الأمر على طاولتين منفصلتين في تلك المناسبة. صحيح أن الأمر لم يعجبني كثيراً. لكن المستاء الأكبر من هذا التقسيم كانت… والدته!. ومنذ تلك اللحظة، لم ترحمني أبداً: زينة، اذهبي واجلسي إلى جانب عامر. زينة، اذهبي واخبري عامر عما اخبرتني به البارحة (ياربي… لما لم اكتف بمناقشة الأحوال الجوية معها!)…. زينة، عامر كذا و… عامر كذا. هذا من دون أن أذكر نبرة صوتها التي خالطها الارتباك والترقب، والتفاتاتها إلينا بين الفينة والأخرى، والحظ العاثر الذي جعلها تجلس على مقعد مجاوراً لي، وتهزني من كتفي كل دقيقتين
” يا تانت، أقسم أن ابنك يعجبني. لكن لن أقطع جلسته هو والفلانة التي صادف أن جلست إلى جانبه، لأخبره أن والدتك ارادت أن أنقل إليك عن ما حدث تلك المرة و ……… مشان الله، ممكن تتركيني أجذبه بطريقتي على الأقل! .. آخ من كيد النسوان
طبعاً، لم أخبرها بكل ذلك، لكنه كان على راس لساني. المهم، مرة أخرى.. يخلو مقعدان إلى جانبها، فتدعونا إليه كمن يوشك أن يحملنا على كتفيه، أو يجرنا من الأكمام وهكذا صار كلانا جالساً على طاولة الأهل. حيث طلب مني من جديد على مسمع -من الجميع- أن أقص على عامر قصة تلك المرة التي زرناه فيها، فـ أغغغغغ.. وتحول المشهد الذي لا أدري كيف أقحمت نفسي فيه إلى والدة تريد أن تدبر لابنها عروساً، فيما العروس المفترضة تومئ إلى والدتها بأنها ستحمل حقيبتها وتغادر المكان في الحال سواءً غادرت برفقتها أم لا
قولتكون، هل تكفي عشرون سنة لزوال آثارهذه المناسبة المشؤومة، أم كم عام سيمر قبل الإحراج النفسي التالي مع عامر أفندي؟.. أشعر أن رؤية هذا المخلوق باتت أشبه بكبسة زر تنقلني من الحاضر، وتقودني تلقائياً في اللحظة إياها حين كنت أنا على أبواب المراهقة وكانهو وسيماً بشكــل

Friday, March 16, 2007

على الطريق

طلعت اليوم من الجامعة عالساعة خامسة ونص تقريباً. إجمالاً، بمشيلي عشر دقايق أو ربع ساعة حتى حسّ بأخر كم دقيقة، قبل ما تعتّم الدّنيا. أو بسرق آخر كم لحظة لسا فيها شوية ضوّ، حتى لو كانت شقفة شمس حاملة غراضها ورايحة
في شوية برد، وهوا قوي. مع أنو الشمس اليوم الصبح كانت مبينة غير عن كل الأيام، وأنا مالي من النوع يلي بيسمع نشرات الطقسّ. الناس بالطرقات لساتون عم يقلولي الحمد لله عالسلامة. بنسى أوقات شو قصدون، وبرجع بتذكر اللزقة على طرف جبيني. يلي بحاول خبيها بشعري.. بتضحكلون. ما بيكون في وقت قلون إنها شغلة بسيطة، وإني ما توجعت. أصلاً، ما بتصور أنو اهتمامهون فيني بيوصل لهدرجة. بتذكر آخر مرة قررت فيها أنا كمان إمشي بالشوارع واحكي مع الغربا. كنت بوقتا مبسوطة كتير. وعم طبق وحدة من هدول الكليشات السخيفة: خلي كل العالم متلي مبسوطة. ما بعرف شو صار بوقتا بالضبط، بس بتذكر أني كنت صبح على كل الناس يلي بيطلعوا قدامي… صرلي زمان ما عملت هيك… والناس هالأيام متل لوحة الموناليزا، ما عم بقدر شوفون مبسوطين
مو دائماً بفكر أنا وعم بمشي. أوقات بمشي حتى ما فكر. حتى بطل شوف الإنسان يلي ماشي قدامي. والسيارة يلي عم تزمر، والطريق يلي بتعيد حالها كل يوم. أوقات بدور على العيون يلي بتهرب شوي لبعيد، قبل ما ترجع تدفن حالها تحت، عالرصيف… لأ، على مربعات الحجر الصغيرة فوق الرصيف. وأوقات كمان بمشي حتى ما اسمع غير صوت دعستي عالأرض. ضربة ورا ضربة ورا ضربة. مو أكتر. لحتى اتعب من المشي، ولحتى ما عود حس بالبرد
وصلت على شارع العابد، بلشت تشتي بوقتا نقط خفيفة كتير. بصراحة، بحب امشي بهيك جو، لأ، مو قصة البنات وغرام المشي تحت المطر ولا لأنو بذكرني بشي معين. وأصلاً، مالي ناوية كون رومانسية اليوم، بحبو هيك وبس.. بس الهوا كان بارد وقوي ومزعج كتير
برجع عالبيت. بدي اخلص من وجوه الناس وصواتون. بدي اخلص من الشغلات يلي بدون ياها مني، ويلي أنا بدي ياها منون.. ما بدي شوفون ولا يشوفوني، لا استناهون ولا يستنوني، لا حبون ولا يحبوني.. بدي ارجع عالبيت لأنو ما في هوا يزعجني

Thursday, March 15, 2007

لما كنت مدايقة

لما راسي وقع على كتفها، وبلشت أبكي
أي… مدايقة، مقهورة… مخنوقة من جوا… وما بعرف ليش؟
بس هلأ… أنا هون بأمان، أنا هون بدي عيش، أنا هون بنسى حالي
مطرح ما كل شي حلّو…. وبريح
يا ماما.. ليش دايماً بقولّ أني ما بحبك؟

Wednesday, March 7, 2007

لما فتحت الدرج

الكثير من الأوراق القديمة في درجي. الكثير من الرسائل وبطاقات المعايدة، والخربشات التي لا تعني أحداً غيري، ودرجي هذا بالتحديد مكان توقفت عن زيارته منذ وقت طويل، بقعة منسية أفرغ فيها جعبتي، كلما انتهت مرحلة من مراحل حياتي، ثم أسد عليها المداخل وأمضي
اليوم، فتحته أثناء بحثي المجنون عن بطاقتي الجامعية الضائعة، وفطنت، في نهاية الأمر، أن كثيراً من هذه الأشياء القديمة يجب أن تؤول إلى سلة المهملات، فما معنى أن أحتفظ بمنديل كتب عليه أحدهم عنواناً ما؟.. وما معنى بقاء علبة فارغة لأقراص محلاة بنكهة التوت؟!. تفاهات.. بتفاهات
في درجي، ساعات قديمة لم تعد تعمل، قلمان فاخران تلقيتهما هدية، ولا أدري صراحة لما لا أستعملهما. في درجي كلمات من أناس مروا في حياتي مروراً قصيراً، هم نسوني على الأغلب، وأما أنا، للأسف، فما زلت أذكرهم بسبب هذه الكلمات التي خطوها على عجل ” لن ننساكي.. لا تنسينا…” هه!…”شي أكيد”.. في درجي بطاقات معايدة ووداع، وكلمات حبّ رقيقة، ورسائل طويلة من صديقة لي في دبي اسمها هديل، ودعوات لحضور زفات من تزوج من الأصدقاء والأقارب، وقطع نقدية وطوابع، وبطاقة إمتحان البروفي، وسوار قماشي عليه علم أيطاليا، وآخر ذكرى من صديقتي أيام المدرسة والذي كنت أهدد بخلعه ورميه حين كانت تحتدم بيننا الأمور، في درجي صورة لي أنا وأصدقائي في الصف الأول ومعلمتنا اللطيفة في الوسط، ملصقات ملونة نربحها مع كل بسكويت، بطاقات لأفلام شاهدتها، فيه موسيقى البلوز، أداه أحد الأصدقاء وسجله على شريط حتى يعرفني على هذا العالم الذي لا ينفك يسحره، فيه ورود جافة، ودفتر مذكرات خلف فيه كل الأصدقاء والمعلمات من أيام المدرسة كلمة صغيرة. في درجي نضارة مكسورة ومسبحة عاجية، وروزنامات قديمة، وملاحظات شخصية، وكلمات أغنية قديمة ”لستينج”، فيه أوراق لا أقوى على فضها حتى الآن.. فيه عمر مضى بعيداً عنى بعد السماء عن الأرض
ابتعدت مرتاعة، من هي صاحبة هذا الدرج؟ لا أعرفها لا أعرفها بتاتاً. لا أدري كيف كنتها ولا كيف هي ”كانتني” خطر لي أن أغرف في هذا الكنز المزيف قدر ما يتسع له كفي، لأتخلص منه بغير تفكير، لكنني كنت أعرف في طيات نفسي، أن هذه العلبة الخشبية ستبقى على حالها حتى لو قلب الزمان صفحاتها الكثيرة، ولو دارت عجلة الحياة ألف دورة على نفسها، سأتغير نعم ولكنها ستبقى شاهداً توقف العمر عنده…. ومازال متوقفاً

Friday, March 2, 2007

آخر أيام الشتوية

شال. كفوف. برنيطة صوف
باب انفتح. باب اتسكر. شمسية بالأيد
جاية الشتوية تودعنا

Thursday, March 1, 2007

...

بصراحة، بوضوح، بتجرد، ببساطة، لا يهمني شيء أبداً.. ليس لي لون مفضل ، ولا أغنية مفضلة، ولا وجبة مفضلة، ولا حتى إنسان مفضل، حتى نفسي مللت منها وهي ملّت مني
ما كان يجرحني سابقاً بات لا يؤثر فيني الآن، والذي أسمعه الآن أنساه غداً. مشاعري بحار جافة… لست مشتاقة إلى أحد، لا أردي التكلم مع أحد، لا أريد أن أرى أحد. طموحاتي المستقبلية كلام فارغ، من كنت أكن لهم مشاعر الكره سابقاً يمرون اليوم على بالي كنسمة خفيفة. ومن أحب… لا أذكر عنهم شيئاً
الجو ليش بارداً ولا حاراً. لا مزعجاً ولا مريحاً. المكان غير مظلم تماماً. طعم الأشياء ليس حلواً وليس مراً كذلك. والألوان.. الألوان تتراوح بين الأسود الفاتح… و…الأسود الغامق
أنسى في أي يوم أنا، أضيع بين الأيام، أطلب من الصيدلي درسي الأول في المهدئات.. لأرى وجهي في حبة دواء
لا أفهم الأشخاص من حولي، ولا أبذل مجهوداً عبثياً لافهم، لم أعد أبالي بالسؤال على أحد، والسؤال لم يعد يبالي بيّ
اذهب إلى الجامعة، افتح بريدي، أصدقاء، غرباء، أجيب أنا بخير… بفففف!!.. مملة أنا حين أكتم رغبتي في الصراخ، مضحكة وجوهنا التي نجملها بعيون الآخرين
أصلي كي تجتاحني آلامي الشهرية بسرعة، أصلي أن أتقيأ لأخرج ما في داخلي من إشمئزاز.. أصلي ألا تنظر إليّ
.
.
.
أرمي القلم بعيداً، أخرج إلى الشرفة، أحتاج إلى الهواء

عقدة نفسية

لماذا تعامليني على هذا النحو؟ ألأنك تكرهيني؟
لا
ألأنني أخطأت في حقك أو جرحتك بأي شكل من الأشكال؟
لا
هل أهنتك؟
لا
ألم ألب كل ما طلبته مني حتى الآن، وأعاملك كزهرة نادرة أو إناء ثمين من الكريستال؟
نعم
ألم أحطك برعايتي كل لحظة، وانصبك فوق عرش لا تطاله غيرك من النساء؟
نعم
ألم أضم كفي تحت عينيك، وألملم أطياف الآلهة المتساقطة على خدّيك؟
نعم
فلماذا إذاً؟ لماذا؟
………
لا تملك الجواب. هي نفسها لماذا تستحيل النار كتلة جليدية ما إن يبوح لها رجلّ بحبه، لا تفهم كيف تنتقل من حالة إلى آخرى بظريقة آلية، فيخمد فيها ما كان جيّاشاً كالبركان، ومتدفقاً كالنهر، ومعطاءً كشجرة يانعة في أوائل الربيع
“عندما يهتف لي الصوت الذي لطالما تقت إليه، فإن شيئاً ما في داخلي يعلن الانتحار… رجاءً، لا تكسر صرح الانتظار اللّذيذ، لا تقل أحبّك”
أرادت أن تقول له هذا، ولكنها ظلت صامتة ذلك المساء