Sunday, March 18, 2007

يا ريت الأرض تنشأ

في بعض الناس بتنجح بإحراج نفسك أمامون، بكل لقاء، ومهما مر عليكما الزمن، محكوم أنت بالإحراج
ما بذكر التاريخ بالضبط، ولكن على الأغلب كنت أنا على أبواب المراهقة.. وكان هو وسيماً (هذا التفصيل أذكره بالطبع). يتصل بي بقرابة بعيدة، ويكبرني بست سنوات، من دون أن نذكره أنه كان يعتبرني على الأرجح ما زلت طفلة. وطبعاً لن أذكر الطريقة التي “أبدعت” من خلالها في إحراج نفسي… شو جنيت لأذكرا !. بس كانت من اللحظات يلي بتتمنون فيها لو تنشق الأرض وتبلعكون!.. وأنا متأكدة أنه كل واحد منكم حس بهيك شعور ولو مرة بحياته.. المهم، نتيجة ظروف معينة، انقطعت عن رؤيته حوالي خمس سنوات، أظنها فترة كافية لمحو آثار الجريمة السابقة. لا؟
المهم… من مدة، التقيت به مجدداً في إحدى المناسبات العائلية، والحق يقال، لم تزده السنوات إلا وسامة *تنهيدة* .. اقترب من بعيد وابتسم ابتسامة تفضح المستور ” تذكرتك!” حتى السنوات الخمس لم تنجح ما يجدر بها محوه! لكن عندما تواجهنا أخيراً، لم ينطق إلا كلمة واحدة “متغيرة”… (في هذا السياق، ألا يضحككن كيف يلجأ الشباب إلى “متغيرة” حين يكون قصدهم “حليانة”). المهم.. حصل ما حصل وانتهى بنا الأمر على طاولتين منفصلتين في تلك المناسبة. صحيح أن الأمر لم يعجبني كثيراً. لكن المستاء الأكبر من هذا التقسيم كانت… والدته!. ومنذ تلك اللحظة، لم ترحمني أبداً: زينة، اذهبي واجلسي إلى جانب عامر. زينة، اذهبي واخبري عامر عما اخبرتني به البارحة (ياربي… لما لم اكتف بمناقشة الأحوال الجوية معها!)…. زينة، عامر كذا و… عامر كذا. هذا من دون أن أذكر نبرة صوتها التي خالطها الارتباك والترقب، والتفاتاتها إلينا بين الفينة والأخرى، والحظ العاثر الذي جعلها تجلس على مقعد مجاوراً لي، وتهزني من كتفي كل دقيقتين
” يا تانت، أقسم أن ابنك يعجبني. لكن لن أقطع جلسته هو والفلانة التي صادف أن جلست إلى جانبه، لأخبره أن والدتك ارادت أن أنقل إليك عن ما حدث تلك المرة و ……… مشان الله، ممكن تتركيني أجذبه بطريقتي على الأقل! .. آخ من كيد النسوان
طبعاً، لم أخبرها بكل ذلك، لكنه كان على راس لساني. المهم، مرة أخرى.. يخلو مقعدان إلى جانبها، فتدعونا إليه كمن يوشك أن يحملنا على كتفيه، أو يجرنا من الأكمام وهكذا صار كلانا جالساً على طاولة الأهل. حيث طلب مني من جديد على مسمع -من الجميع- أن أقص على عامر قصة تلك المرة التي زرناه فيها، فـ أغغغغغ.. وتحول المشهد الذي لا أدري كيف أقحمت نفسي فيه إلى والدة تريد أن تدبر لابنها عروساً، فيما العروس المفترضة تومئ إلى والدتها بأنها ستحمل حقيبتها وتغادر المكان في الحال سواءً غادرت برفقتها أم لا
قولتكون، هل تكفي عشرون سنة لزوال آثارهذه المناسبة المشؤومة، أم كم عام سيمر قبل الإحراج النفسي التالي مع عامر أفندي؟.. أشعر أن رؤية هذا المخلوق باتت أشبه بكبسة زر تنقلني من الحاضر، وتقودني تلقائياً في اللحظة إياها حين كنت أنا على أبواب المراهقة وكانهو وسيماً بشكــل