الكثير من الأوراق القديمة في درجي. الكثير من الرسائل وبطاقات المعايدة، والخربشات التي لا تعني أحداً غيري، ودرجي هذا بالتحديد مكان توقفت عن زيارته منذ وقت طويل، بقعة منسية أفرغ فيها جعبتي، كلما انتهت مرحلة من مراحل حياتي، ثم أسد عليها المداخل وأمضي
اليوم، فتحته أثناء بحثي المجنون عن بطاقتي الجامعية الضائعة، وفطنت، في نهاية الأمر، أن كثيراً من هذه الأشياء القديمة يجب أن تؤول إلى سلة المهملات، فما معنى أن أحتفظ بمنديل كتب عليه أحدهم عنواناً ما؟.. وما معنى بقاء علبة فارغة لأقراص محلاة بنكهة التوت؟!. تفاهات.. بتفاهات
في درجي، ساعات قديمة لم تعد تعمل، قلمان فاخران تلقيتهما هدية، ولا أدري صراحة لما لا أستعملهما. في درجي كلمات من أناس مروا في حياتي مروراً قصيراً، هم نسوني على الأغلب، وأما أنا، للأسف، فما زلت أذكرهم بسبب هذه الكلمات التي خطوها على عجل ” لن ننساكي.. لا تنسينا…” هه!…”شي أكيد”.. في درجي بطاقات معايدة ووداع، وكلمات حبّ رقيقة، ورسائل طويلة من صديقة لي في دبي اسمها هديل، ودعوات لحضور زفات من تزوج من الأصدقاء والأقارب، وقطع نقدية وطوابع، وبطاقة إمتحان البروفي، وسوار قماشي عليه علم أيطاليا، وآخر ذكرى من صديقتي أيام المدرسة والذي كنت أهدد بخلعه ورميه حين كانت تحتدم بيننا الأمور، في درجي صورة لي أنا وأصدقائي في الصف الأول ومعلمتنا اللطيفة في الوسط، ملصقات ملونة نربحها مع كل بسكويت، بطاقات لأفلام شاهدتها، فيه موسيقى البلوز، أداه أحد الأصدقاء وسجله على شريط حتى يعرفني على هذا العالم الذي لا ينفك يسحره، فيه ورود جافة، ودفتر مذكرات خلف فيه كل الأصدقاء والمعلمات من أيام المدرسة كلمة صغيرة. في درجي نضارة مكسورة ومسبحة عاجية، وروزنامات قديمة، وملاحظات شخصية، وكلمات أغنية قديمة ”لستينج”، فيه أوراق لا أقوى على فضها حتى الآن.. فيه عمر مضى بعيداً عنى بعد السماء عن الأرض
ابتعدت مرتاعة، من هي صاحبة هذا الدرج؟ لا أعرفها لا أعرفها بتاتاً. لا أدري كيف كنتها ولا كيف هي ”كانتني” خطر لي أن أغرف في هذا الكنز المزيف قدر ما يتسع له كفي، لأتخلص منه بغير تفكير، لكنني كنت أعرف في طيات نفسي، أن هذه العلبة الخشبية ستبقى على حالها حتى لو قلب الزمان صفحاتها الكثيرة، ولو دارت عجلة الحياة ألف دورة على نفسها، سأتغير نعم ولكنها ستبقى شاهداً توقف العمر عنده…. ومازال متوقفاً
اليوم، فتحته أثناء بحثي المجنون عن بطاقتي الجامعية الضائعة، وفطنت، في نهاية الأمر، أن كثيراً من هذه الأشياء القديمة يجب أن تؤول إلى سلة المهملات، فما معنى أن أحتفظ بمنديل كتب عليه أحدهم عنواناً ما؟.. وما معنى بقاء علبة فارغة لأقراص محلاة بنكهة التوت؟!. تفاهات.. بتفاهات
في درجي، ساعات قديمة لم تعد تعمل، قلمان فاخران تلقيتهما هدية، ولا أدري صراحة لما لا أستعملهما. في درجي كلمات من أناس مروا في حياتي مروراً قصيراً، هم نسوني على الأغلب، وأما أنا، للأسف، فما زلت أذكرهم بسبب هذه الكلمات التي خطوها على عجل ” لن ننساكي.. لا تنسينا…” هه!…”شي أكيد”.. في درجي بطاقات معايدة ووداع، وكلمات حبّ رقيقة، ورسائل طويلة من صديقة لي في دبي اسمها هديل، ودعوات لحضور زفات من تزوج من الأصدقاء والأقارب، وقطع نقدية وطوابع، وبطاقة إمتحان البروفي، وسوار قماشي عليه علم أيطاليا، وآخر ذكرى من صديقتي أيام المدرسة والذي كنت أهدد بخلعه ورميه حين كانت تحتدم بيننا الأمور، في درجي صورة لي أنا وأصدقائي في الصف الأول ومعلمتنا اللطيفة في الوسط، ملصقات ملونة نربحها مع كل بسكويت، بطاقات لأفلام شاهدتها، فيه موسيقى البلوز، أداه أحد الأصدقاء وسجله على شريط حتى يعرفني على هذا العالم الذي لا ينفك يسحره، فيه ورود جافة، ودفتر مذكرات خلف فيه كل الأصدقاء والمعلمات من أيام المدرسة كلمة صغيرة. في درجي نضارة مكسورة ومسبحة عاجية، وروزنامات قديمة، وملاحظات شخصية، وكلمات أغنية قديمة ”لستينج”، فيه أوراق لا أقوى على فضها حتى الآن.. فيه عمر مضى بعيداً عنى بعد السماء عن الأرض
ابتعدت مرتاعة، من هي صاحبة هذا الدرج؟ لا أعرفها لا أعرفها بتاتاً. لا أدري كيف كنتها ولا كيف هي ”كانتني” خطر لي أن أغرف في هذا الكنز المزيف قدر ما يتسع له كفي، لأتخلص منه بغير تفكير، لكنني كنت أعرف في طيات نفسي، أن هذه العلبة الخشبية ستبقى على حالها حتى لو قلب الزمان صفحاتها الكثيرة، ولو دارت عجلة الحياة ألف دورة على نفسها، سأتغير نعم ولكنها ستبقى شاهداً توقف العمر عنده…. ومازال متوقفاً