Monday, February 19, 2007

كان يا مكان

لما كنت صغيرة، ما كنت أرضى نام أو حتى أكل إلا وحدا عم يحكيلي حكاية، بتذكر القصص الملونة يلي كانت ماما تقرالي منا، وبتذكر رفضي واحتجاجي الدائم لما تجري أحداث القصص بمجراها الطبيعي، فليش الدجاجة الذهبية بقصة سام والفاصولياء، تبيض ثلاث بيضات ذهبية وبس؟! كنت حسو مضيعة لفرصة ذهبية، وطالب أمي أنو تجعل الدجاجة تبيض ذهباً حتى نهاية عمرها!، “مسكينة هالدجاجة”، والذئب بقصة “ليلى والذئب” كيف ما قدر ياكل ليلى؟ وقدرت أنها تختبئ بالخزانة بإنتظار وصول النجدة! وبعدين، اكتشفت أنه ذات الرداء الأحمر ما هو إلا رمز عن تحول الفتاة إلى إمرأة، وأن الذئب يرمز لتجربتها الجنسية الأولى، والقصة مليانة بالرموز المثيرة للإهتمام، (لو عرف بعض التافهين هالحقيقة، لنددوا بالإنحطاط ولمنعوا سرد متل هيك قصص على أطفالهم)، بس ما علينا;)… كيف شعرت الأميرة بحبة الفول يا ماما؟!، ومعقول، ما في حدا بالمملكة عندو قدم بحجم قدم سندريلا نفسه! وبعدين أديش غبي هالأمير! كيف لإنسان أنه يحدد هوية البنت يلي رح يرتبط فيها بناءً على فردة حذاء
بعدين كبرت، وصرت أكل ونام لحالي، وأقرأ القصص لحالي، وصار “تان تان”، الصحفي الذكي، من بين أهم أبطالي، يمكن لهلأ بتأمل أنه تتوافر بالشخص يلي رح ارتبط فيه مستقبلاً، نفس صفات هالبطل، بإستثناء طبعاً قصة الشعر الغريبة!!.. وبتذكر تماماً كيف كنت اتمركز عالساعة تلاتة ونص لما ارجع من المدرسة، لشوف زينة ونحول، بل وسيبستيان، ليدي أوسكار، ساندي بيل، لولو وطبوش… وغيرا الكتير، الكتير
اليوم، شو بقي من كل هاد، ولا شي أبداً… كأني عم احكي عن بنت تانية، حياة تانية غير حياتي، وزمن ما بتخيل أني عشتو من فبل، هلأ صرت أعرف منيح أنو أرض الحكايات فاضية، والدجاجة ما بتبيض ذهبا، مهما بكيت وطالبت بتغير النهاية، هلأ صرت فكر متل الكبار، بتحجرون، وعمليتهم، ولا مبالاتون، نسيت لغة الأطفال، بخطواتهون الطائشة، وضحكاتون البريئة، اندفاعهم وثقتهون الزايدة بالعالم.. وبعرف أنه البنت الصغيرة يلي كانت عايشة بزاوية من زوايا هالقلب، انتحرت!… وما تركتلي ذكرى غير لون العيون